جنوب إفريقيا تبدأ حربًا دبلوماسية على المغرب.. دعت إلى ممارسة "أقصى قدر من الضغط" عليه لتنظيم الاستفتاء في الصحراء

 جنوب إفريقيا تبدأ حربًا دبلوماسية على المغرب.. دعت إلى ممارسة "أقصى قدر من الضغط" عليه لتنظيم الاستفتاء في الصحراء
الصحيفة - حمزة المتيوي
السبت 14 ماي 2022 - 21:55

على الرغم من أن خطابها الموجه للبرلمان الجنوب إفريقي، أمس الجمعة، كان مخصصا لمناقشة الميزانية العامة للدولة، إلا أن وزيرة الخارجية ناليدي باندور، لم تُفوت الفرصة مرة أخرى لمهاجمة المغرب وإعلان دعم بلادها لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، لكن هذه المرة رفعت حدة لهجتها بشكل أوضح حين دعت إلى حرب دبلوماسية على المغرب في قضية الصحراء، وهي الخطوة التي تأتي بعد حصد الرباط دعما دوليا واسعا لفائدة مقترح الحكم الذاتي.

وجاء في خطاب زعيمة الدبلوماسية في جنوب إفريقيا أن حكومة بلادها "لديها التزام بتعزيز دعمها للتضامن الدولي، وبمساندتها للقضايا الثورية للذين يعانون من القهر الاستعماري"، مشيرة إلى أنها تعتبر "الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا، وأنها لا تزال غير حرة"، واقتبست من خطاب جبهة "البوليساريو" للحديث عن أن موارد المنطقة "تتعرض للنهب"، في حين أن المجتمع الدولي "يبقى صامتا في وجه الظلم الذي طال أمده".

وقالت باندور "نعتقد أن الوقت قد حان لممارسة أقصى قدر من الضغط الدبلوماسي لضمان إجراء الاستفتاء الموعود بشأن تقرير مصير الصحراء الغربية بشكل نهائي"، وهو ما يمثل دعوة صريحة للوقوف ضد المغرب، في سياق خاص يشهد فيه مقترح الحكم الذاتي دعما صريحا من طرف قوى كبرى، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، وفي وقت استطاعت فيه الرباط هذا الأسبوع كسب مواقف أخرى لصالحها على هامش اجتماع مراكش.

ويمثل موقف جنوب إفريقيا الجديد رد فعلا عن إعلان العديد من دول العالم، وخاصة الأوروبية منها، عن تحولات جذرية في مواقفها تجاه قضية الصحراء، وذلك خلال مشاركة وزراء خارجيتها في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، والذي ربط فيها وزير الخارجية المغربي نشاط الحركات الانفصالية في إفريقيا بالإرهاب، وكانت هولندا وقبرص قد أعلنتا دعمهما للحكم الذاتي، في حين أكدت مصر وتركيا ورومانيا ودول أخرى مساندتها للوحدة الترابية للمملكة.

ولا تعيش العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وجنوب إفريقيا أفضل فتراتها، فعلى الرغم من أن الملك محمد السادس استقبل سفير بريتوريا في يناير الماضي والذي سلمه أوراق اعتماده للشروع في مهامه الدبلوماسية رسميا، إلا أنه في الجهة المقابلة عادت السفارة المغربية إلى مرحلة الفراغ، بعدما غادرها يوسف العمراني الذي أصبح سفيرا للمملكة في الاتحاد الأوروبي دون تسمية خلف له، وذلك بعد سنتين فقط من توليه مهامه عقب 12 عاما من غياب سفيرٍ للرباط عن هذا البلد الإفريقي.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...